responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك المؤلف : العباسي الصفدي    الجزء : 1  صفحة : 106
قال: نعم.
وجعل يعدّ صنائعه معه، وإحسانه إليه، وهو يعترف بها.
فقال أحمد: فما الذي فعلته في ليلتك، وتقول: كيت وكيت. وأخبره بجميع ما جرى منه.
وقال: لقد أحسنت إلينا جاريتك إذ ردعتك عنّا.
فسكت التركيّ زمانا مطرقا، ورفع رأسه إلى السماء، وقال: يا ربّ قد ملّكته البلاد والعباد، وحكّمته في رقابنا، فما كانت هذه الكليمة الصغيرة حتى قلتها له؟
فلما علم أحمد منه سلامة الباطن قال: من تظنّ أنه أعلمني بذلك؟
قال: الله تعالى. لأنّ ما عندي أحد إلاّ جويرية صغيرة ولا يخرج [1] ويدخل بيتي غيري، وبابي مغلوق [2]، والمفتاح في صولقي، فمن أعلمك غيره؟
فلما علم أحمد من التركيّ سلامة الصدر قال: ألم تعلم أنّ [3] نحن الملوك يطلعنا الله تعالى على سراير ما في القلوب وضماير ما في النفوس، ويظهر لنا ذلك إذا ضمر [4] لنا أحدا [5] أمرا في أسارير وجهه، وفلتات لسانه، وما خفي علينا يطلعنا الله عليه، ولكن ما نؤاخذك.
فقال التركيّ: أنا تائب.
فخلع عليه أحمد وأحسن إليه، وصفح عنه، وأعطاه حليّا وجوهرا وقماشا فاخرا، وقال: هذا لجاريتك فقد ردّت غيبتنا.
ثم انصرف [6].

[سنة 279 هـ].
[وفاة المعتمد]
وفي رجب سنة تسع وسبعين ومايتين توفّي المعتمد [7] إلى رحمة الله، وبويع المعتضد يوم وفاته.

[1] في الأصل: «ولا يخرج».
[2] الصواب: «مغلق».
[3] الصواب: «أنّنا».
[4] الصواب: «أضمر».
[5] الصواب: «أحد».
[6] انظر مثل هذه الحكاية في: آثار الأول للمؤلف 182 - 184.
[7] انظر عن (المعتمد على الله) في: تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 261 - 280 هـ). ص 447 - 249 رقم 200 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.
اسم الکتاب : نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك المؤلف : العباسي الصفدي    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست